×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 انظر مشروعية عزل النساء عن الرجال!! وأهل الشر يقولون: لماذا تعزلون النساء عن الرجال؟! هذه مريم اعتزلت وانحازت إلى مكان تعبد الله فيه وتصلي وهي مستورة عن الناس خوفًا من الفتنة. فدل هذا على أن عزل النساء عن الرجال موجود في بني إسرائيل ومن دين الأنبياء في الأمم السابقة، فمَن الذي ينكر هذا؟!

ورابعًا: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ [آل عمران: 37] أي: المكان الذي تصلي فيه وانعزلت فيه عن الناس {وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ [آل عمران: 37] يأتي لها الرزق من الله، وهي لا يدخل عليها أحد، ولا تخرج وتأتي لها برزق. ومع هذا يجد عندها هذا الرزق. فهذا من كرامات الأولياء!! قالوا: إنه يجد عندها فاكهة الصيف في وقت الشتاء، ويجد عندها فاكهة الشتاء في وقت الصيف.

فتعجب عليه السلام من ذلك، امرأة منعزلة لا يدخل عليها أحد وهي لا تخرج!! {قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ [آل عمران: 37]

{قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ [آل عمران: 37] يأتي لها بواسطة الملك.

{إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ [آل عمران: 37] أي: من غير أن يحتسب له. كما قال تعالى: {فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣ [الطلاق: 2، 3].

فهذا يؤخذ منه صيانة النساء عن الرجال بالحجاب.

ويؤخذ منه وجوب التوكل على الله سبحانه وتعالى، وأنه مَن توكل على الله واتقاه؛ كفاه ورزقه من حيث لا يحتسب.


الشرح