{وَرَسُولًا
إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾
[آل عمران: 49] يقول لهم: {أَنِّي قَدۡ جِئۡتُكُم بَِٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [آل عمران: 49] والآية: هي الدلالة على صدقه
عليه الصلاة والسلام، فكل رسول يأتي بآية - أي: معجزة - {مِّن
رَّبِّكُمۡ﴾ [آل عمران: 49] دل على
رسالته وعلى صدقه.
وهذه
الآية تتكون من أشياء كلها تدل على صدقه عليه الصلاة والسلام؛ لأنها معجزات لا
يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى، وأجراها على يد عيسى عليه السلام دليلاً على
صدقه في رسالته، وليست من صنع عيسى عليه السلام؛ لأن المعجزات ليست من صنع
الأنبياء، وإنما هي من الله لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال: {قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ
عِندَ ٱللَّهِۖ﴾ [الأنعام: 109].
الله
هو الذي يُجري الآيات والمعجزات على أيدي رسله، وليس الرسل هم الذين يبتكرون
الآيات من عندهم. ولهذا قال: {مِّن رَّبِّكُمۡ﴾
[آل عمران: 49]، أي: ليست من عندي ولا من ابتكاري، وإنما هي من ربكم.
·
وهذه المعجزات:
1-
{أَنِّيٓ
أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيَۡٔةِ ٱلطَّيۡرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ
طَيۡرَۢا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۖ﴾
[آل عمران: 49] وفي قراءة: {كهيئة الطائر فأنفخ فيه فيكون طائرًا بإذن الله﴾.
أما قوله: {أَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيَۡٔةِ ٱلطَّيۡرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيۡرَۢا﴾ فـ«الطير» جمع «طائر»، صيغة جمع، وذلك أن الله أقدره على أن يأتي بالطين ويبني منه هيكلاً على شكل طائر متكامل، ثم ينفخ فيه، ينفخ في هذا الطير فيكون طيرًا بإذن الله ويطير، وهم ينظرون إليه.