فهذا
هو الذي خَلَق الله الخلق - من الجن والإنس - من أجله.
إذًا
فالذي ينحرف عن هذا ويعبد غير الله عز وجل؛ منحرف في عقيدته، مشرك في عقيدته؛ لأنه
عَبَد غير الله، والعبادة حق لله عز وجل.
ودل
هذا على أنه لا يجمع الناس إلا التوحيد والعقيدة الصحيحة التي يَرضى بها كل منصف،
وهي عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له.
وأما
الشرك فإنه يفرق الناس ويشتتهم {يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ
خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ٣٩ مَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ أَسۡمَآءٗ
سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن
سُلۡطَٰنٍۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ
إِيَّاهُۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ
٤٠﴾ [يوسف: 39، 40].
فالعبادة
حق لله جل وعلا، ولا يجتمع الناس إلا على عبادة الله وحده. أما إذا عبدوا غيره،
وصار كلٌّ له آلهة، وكلٌّ له معبود، كما عليه المشركون قديمًا وحديثًا؛ فإن كل
واحد لا يَرضى بعبادة آلهة الآخَر، فيحصل التفرق والاختلاف، وربما يحصل القتال.
فلا
يَجمع الناس إلا عقيدة التوحيد التي بَعث الله بها رسله.
أما
أن يقال: «تعالَوا نجتمع على ما اتفقنا عليه، ويَعْذُر بعضنا
بعضًا فيما اختلفنا فيه» فهذا كلام باطل، لا نجتمع إلا على عقيدة التوحيد فهي التي
تجمعنا، أما أننا نتراضى، وكلٌّ يسكت على ما عليه الآخَر، وإن كان مشركًا شركًا
أكبر؛ فهذا من المستحيلات!
فالناس
لا يجتمعون مع اختلاف عقائدهم، وإنما يجتمعون على عقيدة واحدة ودين واحد، هو دين
الأنبياء.
فالذين يريدون الآن الاجتماع، وينادون بتوحيد الأمة الإسلامية؛