{وَقَالَت
طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [آل عمران: 72]، يقول بعضهم لبعض: آمِنوا بمحمد أولَ
النهار، ادخلوا في دينه صباحًا {وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ﴾
مساءً، {لَعَلَّهُمۡ
يَرۡجِعُونَ﴾ [آل عمران: 72] لعل
المسلمين يقتدون بكم، فيرجعون عن الإسلام؛ لأنهم يرون أنكم أهل كتاب وأهل علم،
فإذا تركتم هذا الدين فقولوا: إنه غير صحيح.
{وَقَالَت
طَّآئِفَة﴾ [آل عمران: 72] أي: جماعة
من أهل الكتاب، أي: من اليهود.
ردَّ
الله عليهم بقوله: {قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ
هُدَى ٱللَّهِِ﴾ [آل عمران: 73]. ليس لأحد
مع الله جل وعلا تَدَخُّل في أن يهدي من يشاء.
فيجب
على المسلمين اليقظة، والاستعداد، والتمسك بدينهم، والتنبه لدسائس اليهود
والنصارى.
قال
الله جل وعلا: {قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 73]. في الأول قال: {قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ
هُدَى ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 73]، وهنا قال: {قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ
بِيَدِ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 73] {وَٱللَّهُ
وَٰسِعٌ عَلِيمٌٞ﴾ [آل
عمران: 73]. فالهدى والفضل كلاهما بيد الله جل وعلا، يؤتيهما من يشاء من عباده،
ليس هذا محصورًا في اليهود والنصارى، بل فضل الله وهداية الله يؤتيهما من يشاء،
لمن يعلم سبحانه أنه يصلح لذلك، فليس لليهود والنصارى أن يحجروا على الله فضله
وهدايته فيهم، ويحرموا غيرهم.
{وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 73]. الله جل وعلا واسع الرحمة واسع العلم واسع القدرة، وسعت رحمته كل شيء، وَسِع علمه كل شيء، وَسِع فضله كل شيء، عليم بمن يستحق الفضل ويستحق الهداية، فالله جل وعلا يعلم مَن يصلح لذلك؛ ولذلك اختار الله هذا النبي خاتم المرسلين