الطريقتين: طريقة أهل
الجاهلية الذين يعبدون الملائكة. وطريقة اليهود والنصارى الذين يعبدون الأنبياء.
فليحذر
المسلمون من هذا، وكثير من الناس اليوم يتعلقون
بالرسول، يتعلقون بالأنبياء، يتعلقون بالصالحين، وينسَون الله سبحانه وتعالى، فهذا
من الغلط الكبير والضلال المبين!!
التعلق
يكون بالله، والدين لله، والعبادة لله سبحانه وتعالى، فلا نعبد مَلَكًا من
الملائكة، ولا نعبد نبيًّا من الأنبياء، ولا نعبد صالحًا من الصالحين!! وإنما نعبد
الله وحده، ونقتدي بالملائكة، ونقتدي بالأنبياء، ونقتدي بالصالحين!
فلماذا
نعكس الطريق، ونقطع الصلة بالله عز وجل، ونجعلها مع المخلوق؟! لولا أن العقول
تنتكس، والتقليد الأعمى يسيطر على النفوس، ودعاة الضلال أيضًا يؤثرون على الناس.
فدل
هذا: على أن الذي يدعو غير الله فقد اتخذه ربًّا. والذي يتوسل
بالمخلوق إلى الله، ويصرف شيئًا من العبادة للمخلوق على أنه وسيلة إلى الله؛ فقد
اتخذه ربًّا. والذي يطيع من يحلل ويحرم من دون الله؛ فقد اتخذه ربًّا، {ٱتَّخَذُوٓاْ
أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ
مَرۡيَمَ﴾ [التوبة: 31]، أي: اتخذوهم
أربابًا،{وَمَآ
أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ
سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[التوبة: 31].
ثم قال جل وعلا: {أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ﴾ [آل عمران: 80]. فدل على أن الذي يأمر بعبادة غير الله، وبدعاء غير الله، وبالاستغاثة بغير الله، وبالذبح لغير الله؛ الذي يأمر بذلك يأمر بالكفر. ولا يليق بالأنبياء أن يأمروا