×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٥٧ قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٥٨ [الأعراف: 157- 158].

فاليهود والنصارى عَرَفوا محمدًا صلى الله عليه وسلم بصفاته المذكورة عندهم في التوراة والإنجيل، ولكنهم كفروا به؛ عنادًا وتكبرًا وحسدًا لهذا الرسول أن يكون من العرب، وهم يريدون أن يحصروا الرسالة في بني إسرائيل، فيَحْجُرون على الله سبحانه وتعالى أن يؤتي فضله من يشاء! وهذا من غطرستهم ومن سوء أدبهم مع الله سبحانه وتعالى، فإن فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

ليست العبرة بنسب الرسول من بني إسرائيل أو من بني إسماعيل، وإنما العبرة بأمر الله سبحانه، وقد أَمَر الله باتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم عَرَفوه، وبعدما عَرَفوه وتيقنوا، كفروا به بعد إيمانهم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال جل وعلا: {ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم {كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [البقرة: 146]. هذا قول.

والقول الثاني: أنها نزلت في المشركين من العرب وغيرهم، فإنهم يؤمنون بتوحيد الربوبية وأنه لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت ولا مدبر لهذا الكون إلا الله، ومع هذا كفروا بالله بعد إيمانهم


الشرح