فإنه لا تُقبل توبته في
هذه الحالة، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ
العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» ([1]).
{إِنَّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ
ذَهَبٗا﴾ [آل عمران: 91] هذه
عاقبتهم، فلو جاء يوم القيامة بملء الأرض على اتساعها وعرضها وطولها ذهبًا خالصًا
يريد أن يفتدي نفسه ويشتري نفسه؛ لن يقبل منه.
{إِنَّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا﴾
[آل عمران: 90] يعني: بَقُوا على الردة إلى أن حضرهم الموت، ثم تابوا عند
المعاينة؛ لن تُقبل توبتهم.
{أُوْلَٰٓئِكَ
لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾
[آل عمران: 91]، عذاب مؤلم لا يعلم ألمه إلا الله، تذوب منه الجبال، لكن الله
يُقَوِّي أبدانهم من أجل التعذيب، والعياذ بالله.
{وَمَا لَهُم
مِّن نَّٰصِرِينَ﴾ [آل
عمران: 91] بخلاف الدنيا، فالإنسان إذا حصل عليه ضغط أو وقع في شدة، فإنه يستنصر
بقومه أو بأقاربه أو بمن ينقذه. لكن في الآخرة، الفدية لا تُقبل مهما بلغت. وليس
لهم أحد ينصرهم، انقطعت بهم الأسباب، والعياذ بالله، وانسدت عليهم الأبواب.
ثم قال سبحانه: {لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ﴾ [آل عمران: 92]. البر: كلمة جامعة لخصال الخير. والبر يقابله الإثم. والمعنى: لن تحصلوا على البر والخير.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6160)، والترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253).