فمِن
بركات هذا البيت أن الله يبارك الصلاة عنده، فالصلاة الواحدة بمائة ألف صلاة لمن
تَقَبَّل الله منه، فهذا من بركات هذا البيت.
ومن
بركاته بقاؤه للناس يرجعون إليه، والله حماه من الجبابرة ومن الطغاة منذ بناه
إبراهيم عليه السلام إلى آخر الدنيا، والله يحمي هذا البيت ليبقى للناس، {وَإِذۡ
جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا﴾
[البقرة: 125] يرجعون إليه، وتتعلق قلوبهم برؤيته والعبادة عنده، ولا أحد يشبع منه،
لو تكرر مجيئه لا يشبع منه، دائمًا يحنُّ إليه، هذا من بركات هذا البيت وعظمته.
ثانيًا:
{وَهُدٗى
لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل
عمران: 96]، بمعنى أن المسلمين يجتمعون حوله، ويتعلمون التوحيد، ويتعلمون العبادة،
ويتعلمون المؤاخاة بينهم والمحبة بينهم، ويتبادلون المصالح بينهم، ويتعاونون، فهو
هدى للعالمين.
فلو
لم تكن هذه الكعبة في الأرض لتفرق الناس. لكن يجتمعون حوله من كل شكل، ومن كل
قبيلة، ومن كل بلد، ومن كل إقليم، ومن كل جنس، يجتمعون حوله لعبادة الله فيتآلفون
وتتحد قلوبهم ويتحابون ويتعاونون ويتراحمون.
وأنتم
ترون هذا الآن، فالواقع الآن خير شاهد على ذلك، حيث يأتون إليه راغبين، وينفقون
الأموال، ويتشوقون إلى رؤية هذا البيت. فهذا من كونه هداية للعالمين.
ثالثًا: {فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ﴾ [آل عمران: 97] أي: علامات واضحات تدل على عظمته وعلى أنه بيت الله عز وجل؛ ولذلك أضافه إلى نفسه فقال: {أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ﴾ [البقرة: 125]. ويسمى «بيت الله». لا بيت فلان ولا علان ولا الملك الفلاني.