×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

وهذه الآيات هي:

أولاً: {مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ  قيل: المراد بمقام إبراهيم عليه السلام: الصخرة التي كان يقوم عليها وقت البناء فترتفع به. هذا من آيات الله، ومن معجزات الخليل عليه الصلاة والسلام، حتى أَثَّرت قدماه فيها، فترى آثار قدميه عليه الصلاة والسلام.

قال أبو طالب في قصيدته اللامية:

ومَوْطِئ إبراهيم في الصخر رَطْبة

 

على قدميه حافيًا غير ناعلِ

ولهذا شَرَع الله الصلاة عند هذا المقام، قال جل وعلا: {وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ مُصَلّٗىۖ [البقرة: 125]. فجعله يُصلَّى عنده تقربًا إلى الله سبحانه بعد الطواف. فهذا من آيات الله البينات في هذا البيت.

وقيل: مقام إبراهيم عليه السلام يشمل المشاعر كلها؛ لأنها مقام إبراهيم عليه السلام، كلها وَقَف فيها إبراهيم عليه السلام وعَبَد الله فيها: في عرفات وفي مزدلفة وفي مِنى. فكلها مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، في المشاعر التي يعبدون الله فيها في موسم الحج، الحُجاج يقفون بعرفة يبيتون في مزدلفة، ينزلون في مِنى، يرمون الجمار!! هذا من آيات الله البينات التي جعلها في هذا البيت العظيم.

ثالثًا: ومن الآيات البينات: {وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ [آل عمران: 97]، حتى الطيور، تأمن فيه ولا يُعتدى عليها، فقد حَرَّم النبي صلى الله عليه وسلم إثارتها وحَرَّم قتلها، فهي آمنة، فكيف ببني آدم؟! فمَن دخل هذا الحرم فإنه يحصل على الأمن، وهذا من آيات الله. حتى إنهم كانوا في الجاهلية يرى الرجل قاتل أبيه في الحرم، فلا يتعرض له!!


الشرح