×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 إلى حالة حسنة، {بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا [آل عمران: 103] بدل أن كنتم أعداءً.

{وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ [آل عمران: 103] كانوا وقت الاختلاف في الجاهلية على طرف النار، لو ماتوا على ذلك وقعوا فيها، {فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ [آل عمران: 103] أنقذكم الله من هذه الحفرة إلى الحق، وإلى الإسلام، وإلى الدين، وإلى الأخوة، وإلى الاعتصام بحبل الله، وإلى التآخي والتراحم، هداكم بعد الضلالة وعَلَّمكم بعد الجهالة، وجَمَع بين قلوبكم، وأغناكم بعد العَيْلة.

هذا كله فضل من الله سبحانه وتعالى، وكل هذا تحت ظل الإسلام.

{كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ [آل عمران: 103] يذكِّركم سبحانه وتعالى حالتكم في الجاهلية، وحالتكم في الإسلام، وهذا الاجتماع القوي بعد التفرق، هذا من آيات الله سبحانه وتعالى الدالة على قدرته سبحانه وتعالى، هو الذي يجمع بين القلوب ويؤلف بينها، ليس الذي يجمع بين القلوب هو الطمع والمال، الذي يجمع بينها هو الله إذا رزقها الإيمان، {وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢ وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣ [الأنفال: 62-63].

{كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [آل عمران: 103] لأجل أن تهتدوا بآيات الله؛ لأن آيات الله فيها الهدى وفيها النور، والله بَيَّنها لنا من أجل أن نهتدي بها من الضلالة، فلا يَهدي من الضلال إلا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، هي التي تهدي الناس من الضلال إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان. أيّ كلام غير القرآن والسنة لا يَجمع الناس أبدًا، إنما يَجمع بينهم الكتاب والسُّنة التي جعلها الله جامعة بين القلوب والأبدان.


الشرح