ثم
قال جل وعلا موصيًا عباده المؤمنين: {وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ﴾ [آل
عمران: 104] توجد، {وَلۡتَكُن﴾
يعني: توجد، {مِّنكُمۡ
أُمَّةٞ﴾ أي: جماعة، {يَدۡعُونَ
إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ﴾ [آل عمران: 104].
هذه
الأمور علاج للاختلاف والتفرق، فإذا قام في الأمة الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر؛ ابتعدت عنها الآفات التي تفرقها وتشتتها.
ولابد
أن يوجد هذا في المسلمين، لابد أن يوجد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا
فُقِد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضاعت الأمة وتشتتت.
والمعروف:
كل ما أَمَر الله به ورسوله فهو معروف.
والمنكر:
كل ما نهى الله عنه ورسوله فهو منكر.
فالناس
وإن كانوا مسلمين وإن كانوا مؤمنين يوجد فيهم الكسلان، يوجد فيهم العاصي، يوجد
فيهم مَن عنده هوى، يوجد عندهم أمور مخالفة وإن كانوا مسلمين، فلا علاج لها إلا
بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلا
تقوم الأمة ويتم أمرها ويبتعد عنها الشر إلا إذا وُجِد فيها مَن يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به مَن يكفي سقط الإثم عن الباقين. وإن تَرَكه الكل أثموا كلهم، فلابد أن توجد جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتولَّون الحسبة ويقومون بها.