لكن
هل أحد يستطيع أن يتقي الله حق تقاته؟
هذا
أمر صعب، لكن في الآية الأخرى ما يبين المطلوب، وهو قوله تعالى: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ﴾
[التغابن: 16]. فمَن اتقى الله حَسَب استطاعته، فقد اتقى الله حق تقاته؛ و {لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ
نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾
[البقرة: 286]، فالآية الأخرى مُبيِّنة لهذه الآية.
ثم
قال جل وعلا: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]. لا يأتيكم الموت إلا وأنتم على
الإسلام؛ لأن مَن مات على غير الإسلام فهو من أهل النار. ومَن مات على الإسلام فهو
من أهل الجنة.
لكن
هل الإنسان يملك أن يموت على الإسلام، أو أن هذا بيد الله سبحانه وتعالى ؟
هذا
بيد الله وبتوفيق الله، لكن على الإنسان فِعْل السبب، بأن يعمل بطاعة الله في
حياته ويترك معصية الله، ويلازم ذلك في حياته، حتى إذا جاءه الموت إذا هو على
الإسلام. فإذا تسبب الإنسان وفَعَل الطاعات وتَرَك المنكرات في حياته وفي حال
صحته؛ فإن الله سبحانه يوفِّقه لحسن الخاتمة؛ لأن مَن عاش على شيء مات عليه.
أما
مَن ضيع حياته باللهو واللعب والغفلة والمعاصي، فهذا سبب لأن يموت على غير
الإسلام.
فعلى
المسلم أن يفعل السبب، وعلى الله التوفيق سبحانه، والله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر
المحسنين ولا يضيع أجر من أحسن عملاً.
فقوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]. أي: استمِروا على طاعة الله سبحانه وتعالى وتَرْك معاصيه في حال حياتكم وصحتكم، حتى إذا جاءكم الموت إذا أنتم على الإسلام. ولا تتركوا هذا الطريق