{وَجَنَّةٍ
عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ﴾
[آل عمران: 133] جنة واسعة، عَرْضها السموات السبع والأرَضون السبع؛ كلها، جنة
عرضها السموات والأرض، إذا كان هذا عرضها فما بالك بطولها؟!
فإن
قيل: إذا كان عرضها السموات والأرض، فأين تكون النار؟
نقول:
تكون حيث شاء الله سبحانه وتعالى، الله لا يعجزه شيء، فالجنة أعلى شيء، وسقفها عرش
الرحمن سبحانه وتعالى. أما النار، فإنها في أسفل سافلين، في سِجِّين. ومُلْك الله
واسع سبحانه وتعالى، وهو قادر على كل شيء سبحانه.
{أُعِدَّتۡ
لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]، لما ذَكَر
أن النار أُعِدت للكافرين، ذَكَر أن الجنة أُعِدت للمتقين، فلا تُنال الجنة إلا
بالتقوى، لا تُنال بالتمنِّي ولا بالجاه أو بالأموال.
فإن
كنت من المتقين فأنت من أهل الجنة. وإن كنت من الكافرين فأنت من أهل النار. ليس
هناك دار ثالثة أبدًا، إما جنة وإما نار، فاختر لنفسك. الجنة سبب دخولها الأعمال
الصالحة والتقوى.
ثم
بَيَّن جل وعلا مَن هم المتقون، فقال: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ
وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ
١٣٤ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ
ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن
يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ
وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٣٥ أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم
مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ١٣٦﴾
[آل عمران: 134- 136].
هذه أوصافهم، فلا أحد يَدَّعي أنه من المتقين، وهو لا يتصف بهذه الصفات.