وقوله: {ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ﴾ هذا في مقابل الذين يأكلون الربا، هذا ضد المرابي،
المرابي يأخذ ولا يعطي، ويظلم الناس. والمنفق يعطي ولا يأخذ، يعطي لوجه الله
سبحانه وتعالى، يتصدق ويسامح المَدين المعسر. أما المرابي فهو يجمع يجمع يجمع إلى
الموت، ولا يستفيد. أما المنفق فإنه يتصدق بالليل والنهار.
·
وهذه صفات
أهل الجنة:
الأولى:
{ٱلَّذِينَ
يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ﴾،
أي: في حالة الرخاء وفي حالة الشدة. وحالة الشدة أكثر أجرًا من الإنفاق في الرخاء.
الثانية:
{وَٱلۡكَٰظِمِينَ
ٱلۡغَيۡظَ﴾ [آل عمران: 134]، فإذا غضب
المؤمن، لا ينفذ الغضب بل يُمسِك نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ
الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ وَلَكِن الشَّدِيد الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»
([1])،
قال تعالى في وصف المؤمنين: {وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ﴾ [الشورى: 37]. فلا يحملك الغضب على البطش، بل امسك
نفسك، واصبر.
الثالثة:
{وَٱلۡعَافِينَ
عَنِ ٱلنَّاسِۗ﴾ [آل عمران: 134]، العافين
عن الناس الذين يسيئون إليهم، ولا ينتقمون منهم. قال تعالى: {وَجَزَٰٓؤُاْ
سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ
إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[الشورى: 40]، وفي الحديث: «وَلاَ عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ إِلاَّ زَادَهُ
اللَّهُ بِهَا عِزًّا» ([2]).
الرابعة: {وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [آل عمران: 134] الله جل وعلا يُحِب ويُبغِض ويَكره. وأصل الإحسان: الإتقان.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6114)، ومسلم رقم (2609).