×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

·         وينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: إحسان فيما بين العبد وبين ربه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْحْسَان أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» ([1]).

والقسم الثاني: الإحسان بين العبد وبين الناس، يحسن إلى الناس بأنواع الإحسان، بإطعام الجائع، وكسوة العاري، ومسامحة المَدين المعسر، والتصدق على المحتاج. هذا من الإحسان إلى الناس. والإحسان إلى البهائم.

الخامسة: {وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً [آل عمران: 135]، وهي المعصية الكبيرة، {أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ [آل عمران: 135]، فإذا حصل منك معصية كبيرة أو صغيرة؛ فبادر بالتوبة، والله يغفر لك ويقبلك.

فإذا أساءوا{ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ [ [آل عِمرَان: 135] إنما يستغفر الذي دائمًا يذكر الله. أما الغافل عن ذكر الله، فهذا قَلَّما يستغفر، {وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا [الكهف: 28].

وهذا فيه المبادرة بالتوبة حين يذنب الإنسان، ولا يؤجل التوبة.

«أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([2]). {إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ١٧ وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٨ [النساء: 17- 18].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (21354)، والدارمي رقم (2833)، والترمذي رقم (1987).