{وَمَا
مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ
أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ
عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]. فلما سمع عمر هذه الآية عَرَف أن
الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، وقال: وكأنها أُنزلت الآن. وما كأنه سمعها من
قبل.
وأعلن
أبو بكر وفاته صلى الله عليه وسلم، ووصَّاهم بأن يثبتوا على دينهم؛ لأنهم يعبدون
الله جل وعلا، والله حيٌّ لا يموت، وإن مات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أدى
الأمانة، ونَصَح الأمة وأدى المهمة التي بُعِث من أجلها، وبَيَّن الدين بيانًا
كاملاً، وتَرَك أمته على البيضاء، ليلُها كنهارها.
هذا
موقف أبي بكر رضي الله عنه من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وثباته في موقف
يزلزل الجبال.
{وَمَن
يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ﴾
[آل عمران: 144] أي: يرتد عن دينه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
{فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ
شَيۡٔٗاۗ﴾ [آل عمران: 144] إنما يضر
نفسه. أما الله جل وعلا فإنه لا تضره معصية العاصي وكفر الكافر، ولا تنفعه طاعة
المطيع؛ وإنما هذا يرجع إليهم، فالمؤمن يثبت على إيمانه.
ثم قال جل وعلا: {وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاَۗ﴾ [آل عمران: 145]، فإذا حضر الأجل، أجل الرسول، أو أجل غيره، أو أجل المَلِك، أو أجل العالِم، إذا حضر الأجل فلن يؤخر، {وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾، بإذن الله الكوني وقدره الكوني.