{وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا
وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡأٓخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ﴾
[آل عمران: 145]، كُلٌّ يجازى بحَسَب نيته، {مَّن كَانَ
يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ﴾ [النساء: 134]، {مَّن كَانَ يُرِيدُ
ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ﴾ [الإسراء: 18].
{وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ
ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144] وَعَد الله
سبحانه الشاكرين لنعمته، والصابرين على بلائه؛ بأنه سيجزيهم على حَسَب نياتهم
وأعمالهم.
ثم
سَلاَّهم بما حصل للأمم السابقة، فقال: {وَكَأَيِّن
مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ﴾
[آل عمران: 146] أي: كثير من الأنبياء السابقين قاتلوا الكفار، وقاتل معهم أنصارهم
المؤمنون. فأنتم اثبتوا مع نبيكم كما ثَبَت مَن قبلكم مع أنبيائهم، وقاتِلوا معه
ولا تهنوا ولا تحزنوا.
{فَمَا
وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ
وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
[آل عمران: 146] «ما وهنوا» يعني: ما ضَعُفوا في أبدانهم وقواهم لِما أصابهم في
سبيل الله، {وَمَا
ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ﴾
ما استسلموا للعدو، وأَيِسوا من النصر.
{وَمَا كَانَ
قَوۡلَهُمۡ﴾ [آل عمران: 147] أي: قول
أتباع الرسل {إِلَّآ أَن
قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا﴾ [آل عمران: 147] طلبوا من الله جل وعلا أن يغفر لهم
ذنوبهم وإسرافهم في أمرهم، ما حصل منهم من المعاصي والوقوع فيها.
{وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [آل عمران: 147] هذا فيه: أن المسلمين يدعون الله عز وجل عند لقاء العدو، يدعون الله عز وجل بهذا الدعاء وأمثاله.