قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْسْلاَمُ
يَعْلُو وَلاَ يُعْلَى عَلَيْهِ»([1]).
فالمؤمن
دائمًا وأبدًا يعتز بدينه لا سيما أمام الأعداء؛ لأن معه الدين الصحيح، والله
سبحانه وتعالى معه، فكيف يذل؟! كيف يذل ومعه الدين الصحيح؟! {وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [المنافقون: 8].
{إِن كُنتُم
مُّؤۡمِنِينَ﴾ بهذا الشرط، إن كنتم مؤمنين
فأنتم الأعلَون دائمًا وأبدًا مهما أصابكم. ودين الإسلام - ولله الحمد - هو الأعلى
دائمًا، والكفر هو الأسفل دائمًا، وإن كان مع الكفار شيء من زهرة الحياة الدنيا
والمسلمون عندهم فقر وحاجة.
فالمقصود
ليس هو النظر إلى الدنيا، وإنما المقصود النظر إلى الآخرة والنظر إلى الحق
والباطل، فما دام معك الحق فأنت الأعلى.
والله
جل وعلا وعد المسلمين بذلك: {وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَإِن
كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل
عمران: 139]، وقال لموسى عليه السلام: {لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [طه: 68]، في الموقف الرهيب ووجود فرعون وأعوانه من
السحرة.
فالمؤمن
دائمًا هو الأعلى، إذا شَعَر بذلك فإنه لا يساوم على دينه، ولا يَرْخُص عليه دينه
دائمًا وأبدًا، سواء كان في بلاد المسلمين أو كان في بلاد الكفار، فإنه يعتبر نفسه
هو الأعلى بدينه، لا بنفسه ولا بحَوْله وقوته، وإنما بدينه.
ثم قال جل وعلا: {إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 140]. {إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ﴾ في أُحُد بما أصابكم من القتل والجراح، حتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم جُرِح وسال الدم على
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (3620).