وجهه، وكُسِرت رَبَاعِيَته
عليه الصلاة والسلام، وتهشم المِغْفَر على رأسه، ووقع في حفرة حُفِرت له.
لكن
على المسلمين أن ينظروا إلى أن الكفار أيضًا أصابهم قرح مثله في بدر، {إِن تَكُونُواْ
تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ
مَا لَا يَرۡجُونَۗ﴾ [النساء:
104].
فالقرح
يصيب المسلمين ويصيب الكفار، لكن المؤمن يرجو من الله النصر ويرجو منه الثواب، ما
لا يرجوه الكفار.
ولما
افتخر أبو سفيان في هذه الوقعة بما حصل للمسلمين؛ رَدَّ عليه عمر رضي الله عنه
فقال: قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار!! {لَا يَسۡتَوِيٓ
أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [الحشر: 20].
{وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾
[آل عمران: 140] النصر والهزيمة يداولهما الله بين الناس، فتارة ينصر المسلمين
وتارة ينصر العدو، إذا حصل من المسلمين خلل نصر عليهم العدو؛ بسبب من المسلمين
أنفسهم، قال تعالى: {أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم
مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾
[آل عمران: 165] فأنتم السبب فيما حصل لكم، لمَّا وقع من المسلمين خطأ في وقعة
أُحُد - من بعضهم لا من كلهم - عمت العقوبة الجميع، نسأل الله العافية، {وَٱتَّقُواْ
فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾
[الأنفال: 25].
{وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 140] فلا تظنوا أن الكفار سيستمر نصرهم وقوتهم، بل إن الله سيُديلكم عليهم وينصركم عليهم، لكن انتظِروا واصبروا ولا تيأسوا. وكما قيل: «الحرب سِجَال» لو كان