×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

يعني: {إِذۡ تُصۡعِدُونَتنهزمون على وجوهكم، {تُصۡعِدُونَ أي: تبعدون في الفرار. مِن «أصعد» إذا بعد.

{وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ [آل عمران: 153] ما يلتفت بعضكم لبعض، كلٌّ مشغول بنفسه، حتى ذَهَلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة الهول.

{وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ [آل عمران: 153] الرسول ثبت، وثبت معه من الصحابة مَن ثبت في مكان المعركة، ولم يهربوا.

{وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡيناديكم: تعالَوا هَلُمُّوا يا عباد الله!!

فلما سمعوا النداء بالرجوع، عادوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصبح معه مَن يدافع عنه حتى لا يصل إليه الرمي عليه الصلاة والسلام.

{وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ [آل عمران: 153] الرسول صلى الله عليه وسلم عند اللقاء يكون في المقدمة، وعند الهزيمة يكون هو الآخِر؛ لأنه يثبت عليه الصلاة والسلام ولا يتزحزح.

{فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ [آل عمران: 153] حزنًا على حزن.

قالوا: «الباء» بمعنى «على»{فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ أي: حزنًا على حزن.

أولاً: ما أصابكم من القتل والجراح.

وثانيًا: لما أشيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قُتِل.

{۞إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٥٣ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ 


الشرح