وَإِنْ
رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى
أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» ([1]).
فثَبَت
هو وعَشَرة معه، ونزل البقية وعَصَوه، ظنوا أن المعركة قد انتهت، والرسول قال: «لاَ
تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ». فهم اجتهدوا وظنوا أن المعركة انتهت.
فلما
نزلوا ولم يَبْقَ على الجبل إلا عبد الله بن جُبَيْر وأفراد ممن ثبتوا، جاء
المشركون من الخلف، ثم انقضُّوا على المسلمين من خلفهم، والمسلمون لم يشعروا بذلك،
فوقعوا بين العدو من الأمام ومن الخلف.
ودارت
المعركة من جديد، فحصل للمسلمين ما حصل، واستُشهد منهم سبعون من أكابر الصحابة،
المهاجرين والأنصار، بل أشيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قُتِل، بأن صاح
الشيطان: «إنَّ محمدًا قد قُتِل!!».
فاجتمعت
على المسلمين المصائب:
أولاً:
الهزيمة.
وثانيًا:
بَلَغهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قُتِل، وهذه أعظم المصائب. عند ذلك حصل
للمسلمين شدة عظيمة وكربة، قتلى وجرحى وعدو محيط بهم!!
قال
تعالى: {وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ
تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ
وَعَصَيۡتُم﴾ [آل عمران: 152].
هذه
هي الأسباب: {حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ﴾وأشد من ذلك {وَعَصَيۡتُم﴾
[آل عمران: 152]، أي: عصى بعضكم أمر الرسول.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3039).