{قُل لَّوۡ
كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ
مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾ [آل عمران: 154] ما أنتم في
المعركة، بل في بيوتكم وعلى فُرُشكم، ما نفعكم هذا، إذا كان الله قَدَّر عليكم
القتل فستخرجون من بيوتكم وتبرزون إلى المكان الذي قَدَّره الله.
فهذا
معنى قوله: {لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ﴾ [آل عمران: 154] أي: قُدِّر عليهم القتل.
{إِلَىٰ
مَضَاجِعِهِمۡۖ﴾ [آل عمران: 154]، إلى
المكان الذي يُقتَلون فيه، ولو احتاطوا ولو بَقُوا في بيوتهم، ولو كانوا وراء
جدران وأبواب وحصون، فإن منيتهم تُخرجهم، لابد من هذا!!
إذًا
المؤمن يتوكل على الله، سواء كان في بيته أو في المعركة، يتوكل على الله، ويفوض
الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، ويؤمن بالقضاء والقدر، وأن ما قُدِّر عليه فسيجري
ولو أخذ بالاحتياطات والحذر، سيَجري عليه ما قُدِّر عليه.
ثم
بَيَّن الله سبحانه وتعالى الحكمة فيما جرى، وأنه ليس عبثًا، وأنه ليس لهوان
المسلمين على الله سبحانه وتعالى، ولا لمكانة الكافرين عند الله؛ وإنما هو ابتلاء
وامتحان ليتميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب: {أَمۡ حَسِبۡتُمۡ
أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ﴾ [التوبة: 16]، لابد من الابتلاء والامتحان ليتميز
الصادق في إيمانه من المنافق، {وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ
فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 3].
وإلا لو كان الناس في رخاء دائمًا لما تميز الصادق من الكاذب، ولا تميز المؤمن من المنافق، لكن إذا جاءت الابتلاءات والمحن تميز المؤمن الصادق الثابت على إيمانه الذي يُحسن الظن بالله، ويؤمن بقضاء الله وقدره؛ من المنافق الكاذب الخادع!! هذه حكمة الله سبحانه وتعالى