{وَقَالُواْ
حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾
[آل عمران: 173] أي: المُفَوَّض إليه أمور العباد، فالله وكيل بمعنى أنه موكول
إليه أمور العباد، فمن أسماء الله «الوكيل».
جاء
في الحديث الصحيح ([1])
أن هذه الكلمة{حَسۡبُنَا ٱللَّهُ
وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ قَالَهَا
إِبْرَاهِيمُ عليه السلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، فقال الله جل وعلا: {يَٰنَارُ
كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾
[الأنبياء: 69]، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وأصحابه حينما قال لهم
الناس: {إِنَّ ٱلنَّاسَ
قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ﴾
[آل عمران: 173].
إبراهيم
عليه السلام صارت النار بالنسبة له بردًا وسلامًا، ومحمد صلى الله عليه وسلم
وأصحابه رضي الله عنهم صار هذا الوعيد لهم زيادة في قوتهم وإيمانهم، وعادوا بأجر
وثواب عظيم، زيادة على أجرهم الأول.
قال
الله جل وعلا: {فَٱنقَلَبُواْ﴾
[آل عمران: 174] أي: رجعوا إلى أهلهم وبيوتهم {بِنِعۡمَةٖ
مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ﴾
[آل عمران: 174]، رغم التهديد والوعيد لم يمسسهم سوء؛ لأنهم اعتمدوا على الله
سبحانه وتعالى وتوكلوا عليه.
فالله
سبحانه حماهم وأَيَّدهم ونَصَرهم، وخذل عدوهم، كما قال جل وعلا: {وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ
قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا﴾
[الطلاق: 3].
فالشأن
في صدق التوكل على الله، فإذا توكلت على الله، فإن الله يكفيك إذا صدقت في التوكل.
{وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ﴾ [آل عمران: 174]؛ لأنهم كان قصدهم أن يُرضُوا ربهم سبحانه وتعالى، وأن يخافوا من الله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4563).