مكة
إلى المدينة؛ لأن مكة صارت بلاد إسلام؛ لما فتحها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم،
فلا داعي للهجرة منها.
{وَأُخۡرِجُواْ
مِن دِيَٰرِهِمۡ﴾ [آل
عمران: 195] لم يقل: «خرجوا من ديارهم» فهم لا يريدون الخروج من ديارهم، لكنهم
أُكْرِهوا على الخروج.
{وَأُوذُواْ فِي
سَبِيلِي﴾ [آل عمران: 195]، آذاهم
الكفار في سبيل الله عز وجل؛ بسبب إيمانهم واتباعهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا
يشمل كل مَن صبر على دينه، فإنه ينال هذا الثواب من الله سبحانه وتعالى، ليس هذا
خاصًّا بالصحابة رضي الله عنهم، فكل مَن ابتُلي في دينه وصبر وتمسك بدينه - يحصل
على هذا الثواب، وهذا الوعد الكريم.
{وَقَٰتَلُواْ
وَقُتِلُواْ﴾ [آل عمران: 195]، قاتلوا
الكفار. لما فَرَض الله الجهاد - والجهاد من أفضل الأعمال، هو والهجرة من أفضل
الأعمال - قاتلوا الكفار واستُشهدوا في سبيل الله. والشهيد: هو مَن قُتِل في سبيل
الله لتكون كلمة الله هي العليا. هذا هو الشهيد، ويُغْفَر له كل الذنوب ما عدا
الدَّين.
{لَأُكَفِّرَنَّ
عَنۡهُمۡ سَئَِّاتِهِمۡ﴾
[آل عمران: 195] الله جل وعلا يغفر لهم سيئاتهم بهذه الأعمال الجليلة.
وهذا
يدل على أن الأعمال الصالحة يُكَفِّر الله بها الذنوب والخطايا.
{وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾ [آل عمران: 195]، أنهار مضطردة دائمة، {أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ﴾ [محمد: 15]، الذي هو لذة، ما هو الخمر الخبيث! خمر الجنة يختلف عن خمر الدنيا: خمر الدنيا ليس فيه لذة،