×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

ذَمُّ اليهود والنصارى وما يجري منهم مع الأنبياء، وذِكر قبائحهم، استثنى الطيبين منهم، فليس اليهود والنصارى على حد سواء، كما قال سبحانه وتعالى في الآية الأخرى: {۞لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١١٤ وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلَن يُكۡفَرُوهُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ ١١٥ [آل عمران: 113-115]، ومنهم أناس آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك الذين ماتوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وهم مستقيمون على طاعة الله، فلهم أجرهم عند ربهم. لكن الذين أدركوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به؛ صار لهم زيادة أجر على من سبق، فلهم أجران، {أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡتَوۡنَ أَجۡرَهُم مَّرَّتَيۡنِ بِمَا صَبَرُواْ [القصص: 54]، هذه في أهل الكتاب، الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم يُؤتَون أجرهم مرتين: مرة على إيمانهم بالرسل السابقين، ومرة على إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم.

{وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ [آل عمران: 199] مِن أجل هذا حصلوا على الأجرين، أنهم آمنوا بما أُنْزِل إلى محمد، وآمنوا بما أُنْزِل إلى إخوانه النبيين من قبله.

{لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ  [آل عِمرَان: 199] القرآن، {وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ [آل عمران: 199]، من التوراة والإنجيل. وهذا في اليهود قليل، فقليل منهم من أسلم، لكن أسلم منهم أفذاذ.

{خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ [آل عمران: 199]، وقال تعالى:


الشرح