فدلَّ هذا:
على أنه لا يَدخل الجنة إلا من آمن بهذا الرسول واتبعه، وأن اليهود والنصارى
والوثنيين والملاحدة لا يدخلون الجنة، وقد كفروا بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم
الذي أوجب الله طاعته واتباعه على الجن والإنس، على كافة الناس. فمَن آمن به استحق
من الله الجزاء الأوفى والجنة والخلود فيها. ومَن أعرض عنه استحق النار والعقاب
والخسارة في الدنيا والآخرة.
فمَن
كان يريد الجنة فليتبع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، ومَن كان يحب الله جل وعلا
فليتبع هذا الرسول؛ {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي
يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾
[آل عمران: 31]. فلا طريق إلى الجنة إلا باتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم.
{رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ
لَنَا ذُنُوبَنَا﴾ [آل
عمران: 193] توسلوا إلى الله جل وعلا بالإيمان. والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة
مشروع، بدليل هذه الآية وأمثالها. أما التوسل إلى الله جل وعلا بالمخلوقات فهذا
ممنوع.
{وَكَفِّرۡ
عَنَّا سَئَِّاتِنَا﴾
[آل عمران: 193] أي: امحُها عنا بالأعمال الصالحة؛ فإن الحسنات يُذهبن السيئات، كما
قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ﴾ [هود: 114].
{وَتَوَفَّنَا
مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ﴾ [آل
عمران: 193]، توفنا إليك حين نموت مع الأبرار، مع عبادك.
وهذا فيه الدعاء بحسن الخاتمة، فربما يعيش الإنسان على السوء، ثم يُخْتَم له بالخير فيدخل الجنة. وربما يعمل الإنسان الأعمال الصالحة طول حياته، ثم يضل عند الموت فيُخْتَم له بالسوء.