قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ، حَتَّى مَا
يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ،
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ
ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ
فَيَدْخُلُهَا» ([1]).
يدخل الجنة. والعكس بالعكس.
فالأعمال
بالخواتيم، الخواتيم مهمة جدًّا، فالمؤمن يسأل الله - دائمًا وأبدًا - حسن
الخاتمة.
ثم
واصلوا الدعاء، فقالوا: {رَبَّنَا
وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ﴾
[آل عمران: 194]، آتنا ما وعدتنا على رسلك: أعطنا ما وعدتنا على ألسن رسلك
الذين جاءونا، ودَعَونا إلى الإيمان، ووعدونا بالجنة. فهم يسألون الله أن يحقق لهم
هذا.
{وَلَا
تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ﴾ [آل عمران: 194]، توسلوا إلى الله جل وعلا بأنه لا يخلف
وعده.
{فَٱسۡتَجَابَ
لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم﴾ [آل عمران: 195]، اطمئِنوا على أعمالكم الصالحة؛ فإنها
محفوظة لا ينساها الله جل وعلا ولا تضيع. وكذلك الأعمال السيئة محفوظة، ولا يضيع
منها شيء، {يَوۡمَ
يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ
وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾
[المجادلة: 6].
{فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم﴾ [آل عمران: 195]، بل إنه سبحانه يضاعف الثواب على الأعمال الصالحة، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3332)، ومسلم رقم (2643).