الصفة الثالثة: الطَّاعَةُ: ﴿مُّطَاعٖ﴾[التكوير: 21]
تُطِيعُه المَلائِكَةُ جميعًا بأَمْرِ الله سبحانه.
الصِّفةُ الرَّابِعة: الأَمانَةُ: ﴿أَمِينٖ﴾[التكوير: 21] أي:
عَلَى الوحْيِ، لا يَزيدُ في القَوْلِ أو يَنقُصُ فيهِ، وإنَّما يُبلِّغُهُ كما
أوحاهُ اللهُ إليه.
· رُؤيَةُ محمد صلى الله عليه
وسلم لجبريلَ عليه السلام:
قال تعالى: ﴿وَمَا صَاحِبُكُم
بِمَجۡنُونٖ﴾[التكوير: 22]، كما قال الكُفَّارُ: ﴿وَلَقَدۡ
رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِينِ﴾[التكوير: 23]. رأى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
جِبريلَ بِالأُفُقِ مَرَّتَينِ:
المَرَّة الأُولَى: في بَطحاءَ مَكَّةَ، رَفَعَ رأْسَهُ فرآهُ في عَنانِ
السَّماءِ لَهُ سِتُّمِائَةُ جَناحٍ، كُلُّ جَناحٍ مِنها سَدَّ الأُفُقَ.
والمَرَّة الثَّانِية: ﴿وَلَقَدۡ
رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ١٣ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ
١٤﴾[النجم: 13 - 14]. لَيْلةَ المِعراجِ رآهُ عَلَى
خِلقَتِهِ التي خَلقَهُ اللهُ عليها في السَّماواتِ.
فهذهِ مِن أوصافِ جبريلَ عليه السلام، وقولُه سبحانه: ﴿إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ
كَرِيمٖ﴾[التكوير: 19] أي: القرآنُ كَلامُ اللهِ سبحانه، ولكنْ
نُسِبَ إلى جبريل هُنا؛ لأنَّهُ هو الَّذِي بلغَهُ لِمحمد صلى الله عليه وسلم فهو
مُبلِّغٌ عَنِ اللهِ عز وجل؛ فقد قالَهُ لِرسُولِنا محمد صلى الله عليه وسلم
مُبلِّغًا عن اللهِ، وهو كلامُ الله عز وجل، والكلام إنَّما يُضافُ إِلَى مَن
قالَهُ مُبتَدِئًا، لا لِمَن قالَهُ مُبلِّغًا مُؤَدِّيًا، لكنَّهُ أُضِيفَ إليهِ
مِن بابِ البلاغِ.
رابعًا: هُناكَ مَلائِكَةٌ مُوكَّلُونَ بأعمالٍ أُخْرَى:
1- مِيكائِيلُ مُوكَّلٌ بالقَطْرِ الَّذِي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، يَسُوقُهُ، وَيَنزِلُ حيثُ أمَرَهُ سبحانه وتعالى.