×

 ضوابِطُ العبادةِ الصَّحِيحَةِ

****

إنَّ العبادةَ الَّتِي شَرعَها اللهُ سبحانه وتعالى تَنبَنِي عَلَى أُصُولٍ وأُسُسٍ ثابتةٍ، تَتلَخَّصُ فيما يلي:

أولاً: أَنَّها تَوقِيفيَّة، بل لا بُدَّ أنْ يكُونَ المُشرِّعُ لها هو اللهُ سبحانه وتعالى -كما قال تعالى- لِنَبيِّهِ: {فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ} [هود: 112] ، وقالَ تَعالَى: {ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} [الجاثية: 18] . وقالَ عَنْ نَبِيِّهِ: {إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ} [الأحقاف: 9] .

ثانيًا: لا بُدَّ أنْ تَكُونَ العبادةُ خالِصَةً للهِ -تعالى- مِن شَوائبِ الشِّرْكِ، كما قالَ -تَعالَى- : {فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا} [الكهف: 110] فإنْ خالطَ العبادةَ شيءٌ مِنَ الشِّرْكِ أَبطَلَها، كما قالَ -تَعالَى- : {وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} [الأنعام: 88] .

وقالَ -تَعالَى- : {وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٦٦} [الزمر: 65- 66] .

ثالثًا: لا بُدَّ أنْ تكونَ القُدوَةُ في العبادةِ والمُبَيِّنُ لها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كما قالَ -تَعالَى- : {لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ} [الأحزاب: 21] . وقالَ -تَعالَى- : {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ} [الحشر: 7] .


الشرح