شيئًا مِن ذلكَ أو كان هذا كَما قُلتَهُ لَكُتِبَتِ الآيةُ: وَما يَعلَمُ تَأوِيلَ
هُو، مُنفصِلَة. أي: كُتِبَتْ «هُو» مُنفصِلَة عن: «تأويل».
· غُلُوُّهُم فِي الأولياءِ والشُّيُوخ:
4- غُلُوُّ المُتَصَوِّفَة فِي الأولياءِ والشُّيُوخ خلافُ عقيدةِ أهلِ
السُّنَّةِ والجماعةِ. فإنَّ عقيدةَ أهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ مُوالاةُ أولياءِ
اللهِ ومُعاداةُ أعدائِه، قالَ تَعالَى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} [المائدة: 55] . وقالَ -تَعالَى- : {يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ} [الممتحنة: 1] .
وأولياءُ اللهِ هُمُ المؤمنونَ المُتَّقُونَ الذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ
ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وهُم راكِعُونَ، ويجبُ علينا مَحبَّتُهُم والاقتداءُ بِهم
واحترامُهم -وليستِ الوَلايةُ وَقْفًا عَلَى أشخاصٍ مُعيَّنِينَ. فَكُلُّ مُؤمنٍ
تَقِيٍّ فهوَ وَلِيٌّ للهِ عز وجل ، وليسَ مَعصُومًا مِنَ الخطأ، هذا مَعنى
الوَلايةِ والأولياءِ، وما يَجِبُ فِي حَقِّهِم عندَ أهلِ السُّنَّة والجماعةِ-
أمَّا الأولياءُ عندَ الصُّوفِيَّة فلَهُم اعتباراتٌ ومواصفاتٌ أُخْرَى، فهُم يَمنَحُونَ
الوَلايةَ لأشخاصٍ مُعيَّنِينَ مِن غيرِ دليلٍ مِن الشَّارعِ عَلَى وَلايَتِهِم،
ورُبَّما مَنَحُو الولايةَ لِمَن لم يُعْرَفْ بإيمانٍ ولا تَقْوًى، بلْ قد يُعرَفُ
بِضِدِّ ذلكَ مِنَ الشَّعوذَةِ والسِّحْرِ واستحلالِ المُحرَّماتِ، ورُبَّما
فَضَّلُوا مَن يَدعُونَ لَهُم الولايةَ عَلَى الأنبياءِ، صلواتُ الله وسلامه
عليهم، كما يقول أحدُهُم:
مَقَامُ
النُّبُوَّةِ فِي بَرْزَخٍ |
|
فُوَيْقَ
الرَّسُولِ وَدُونَ الوَلِيِّ |
ويقولون: إِنَّ الأولياءَ يأخُذونَ مِن المَعدِنِ الَّذِي يأخذُ منه
المَلَكُ الَّذِي يُوحي به إِلَى الرَّسُولِ، ويَدَّعُونَ لهم العِصمَة.
الصفحة 1 / 27