مُطلَقُ التَّصرُّفِ، وهُم
يُنفِّذُونَ ما يَقولُ، ولا يَعترِضُونَ عليهِ بشيءٍ؛ حتَّى قالُوا: المُريدُ مَعَ
شَيخِهِ يكونُ كالمَيِّتِ معَ غاسِلِه. وقد يَدَّعِي بعضُ هؤلاءِ الشُّيوخِ
أَنَّهُ يَتلقَّى مِنَ اللهِ مُباشرةً ما يَأمرُ بِه مُريدِيهِ وأَتْباعَهُ.
· التِزامُ أَذكارٍ وَأوْرادٍ، يَضَعُها لهُم شُيوخُهُم، فيَتقَيَّدُونَ
بِهَا:
3- مِن دِينِ الصُّوفِيَّةِ التزامُ أذْكارٍ وَأوْرادٍ يَضعُها لهم
شُيوخُهم، فَيتقَيَّدُونَ بِها، ويَتعَبَّدُونَ بِتِلاوَتِها، ورُبَّما فَضَّلُوا
تِلاوَتَها عَلَى تلاوةِ القُرانِ الكريمِ، وَيُسَمُّونَها ذِكْرَ الخاصَّةِ.
وأمَّا الذِّكْر الوارِدُ فِي الكتابِ والسُّنَّة فَيُسمُّونَهُ ذِكْرَ
العامَّةِ. فقولُ: «لا إله إلا الله» عندهم هو ذِكْرُ العامَّةِ، وأمَّا ذِكْر
الخاصَّةِ، فهو الاسمُ المُفرَدُ: اللهُ، وذِكْرُ خاصَّةِ الخاصَّةِ «هُو».
قالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ: ومن زعم أَنَّ هذا، أيْ قَوْل: «لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ» ذِكْر العامَّةِ، وأنَّ ذِكْرَ الخاصَّةِ هو الاسمُ المُفرَدُ،
وذِكْرَ خاصَّةِ الخاصَّةِ «هُو» أيْ: الاسم المُضْمَر فهو ضَالٌّ مُضِلٌّ،
واحتِجاجُ بَعضِهِم عَلَى ذلكَ بقوله: {قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ
ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ تَجۡعَلُونَهُۥ
قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا وَتُخۡفُونَ كَثِيرٗاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا لَمۡ
تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ ثُمَّ ذَرۡهُمۡ فِي
خَوۡضِهِمۡ يَلۡعَبُونَ} [الأنعام: 91] مِنْ أَبْيَنِ غَلَطِ هؤلاءِ، بلْ مِن
تَحرِيفِهِم لِلكَلِمِ عَنْ مَواضِعِهِ، فإنَّ الاسمَ -اللهَ- مَذكُورٌ فِي
الأمْرِ بِجَوابِ الاستفهامِ فِي الآيةِ قبْلَهُ، وهو قولُه: {مَنۡ
أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ} [الأنعام: 91]
إِلَى قوله {قُلِ ٱللَّهُۖ} [الأنعام: 91] أي:
اللهُ هو الَّذِي أنزلَ الكتابَ الَّذِي جاءَ به مُوسَى.
فالاسمُ -اللهُ- مُبتدأٌ خَبرُهُ دَلَّ عليهِ الاستفهامُ، كما فِي نظائرِ ذلك. نقولُ: مَن جَارُكَ؟ فيقولُ: زَيدٌ. وأمَّا الاسمُ المفردُ مُظْهَرًا ومُضْمَرًا
الصفحة 1 / 27