وقالَ النبيُّ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»([1]). وفي روايةٍ
«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا
لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]). وقوله صلى
الله عليه وسلم : «صَلُّوا كَمَا
رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([3]). وقوله «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» ([4]). إِلَى غيرِ
ذلكَ مِنَ النُّصوصِ.
رابعًا: إِنَّ العبادةَ مُحدَّدةٌ بِمَواقيتَ وَمقادِيرَ، لا يجوزُ تَعَدِّيها
وتَجاوُزُها، كَالصَّلاةِ مَثلاً؛ قالَ -تَعالَى- : {إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ
كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا} [النساء: 103] .
وكالحجِّ قالَ -تَعالَى- : {ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ
مَّعۡلُومَٰتٞۚ} [البقرة: 197] .
وكالصِّيامِ، قالَ -تَعالَى- : {شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ} [البقرة: 185] .
خامسًا: لا بُدَّ أنْ تَكونَ العبادةُ قائِمَةً عَلَى مَحبَّةِ الله -تَعالَى-
والذُّلِّ لهُ، وخوفِه ورَجائِهِ، قالَ -تَعالَى- : { أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ
رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ} [الإسراء: 57] . وقالَ -تَعالَى- عن أَنبيائِهِ: {إِنَّهُمۡ
كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ
وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ} [الأنبياء: 90] .
قالَ -تَعالَى- : {قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢} [آل عمران: 31- 32] فذَكرَ -سبحانه- عَلاماتِ مَحَبَّةِ اللهِ وَثَمراتِهَا،
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).