سبب
تأليف هذه الرسالة
****
فهذا أصلُ هذه الرسالةِ أنها جوابٌ عن سؤال عن عقيدتِه،
وكان في القصيم علماء أيضًا، وكانوا على اتصال بعلماءِ الشام الحنابلة، فلما
بلغَهم خبرُ الشيخ وما أُثيرَ حولَه كتبوا إليه يسألونه عن عقيدتِه، فكتب رحمه
الله هذه الرسالةَ يُبينُ فيها عقيدتَه، وما هو عليه، ويدفع ما شُبِّه ضدَّه.
وهذه حالةُ الدعوةِ إلى الله، الذين يدعون إلى الله لا
بدّ أن ينالَهم شيءٌ من الأذى والتهديد والتخويف، ولكنهم يصبرون على ذلك، ويثبُتون
عليه، ويُجيبون عن الشُّبُهات التي تعترض سبيلَهم، وهذا مما يؤكد على أن الداعيةَ
يجب أن يكونَ عالمًا يستطيعُ أن يُجيب عن الشبهات، وأن يبينَ الحقَّ من الباطل،
وأن يكونَ متسلِّحًا بالعلم.
الشيخُ رحمه الله ما باشر هذه الدعوةَ العظيمةَ إلا بعد
أن تأهل لها، بعد أن تعلَّم والتقى بالعلماءِ في البلادِ التي سافر إليها، وقرأ
الكتب، ثم بعد ذلك باشر الدعوةَ وهو مسلَّحٌ بالعلم والحُجَج، فنصره اللهُ عز وجل
مع إخلاصِ النيةِ لله عز وجل، وأنه لا يريد عُلوًّا في الأرض ولا فسادًا، ولا
مالاً ولا جاهًا، وإنما يريدُ وجهَ الله عز وجل، ويريدُ نُصرةَ هذا الدينِ وبيانَ
الحقِّ والنصحَ للخلق، فهو مشفقٌ على الخلقِ أن يَهلكوا، وهو بينهم ولديه معرفةٌ
بالحق، فرأى أن يقومَ بالدعوةِ إلى الله، والأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر،
فرأى أنه لا يسَعْه رحمه الله تعالى إلا هذا.
***