قال
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في رسالته إلى أهل القصيم لما
سألوه عن عقيدته:
بسم الله الرحمن الرحيم
أُشْهِدُ
الله، ومن حضرني من الملائكة، وأُشهِدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية، أهل
السُّنّة والجماعة...
****
قوله: «أُشْهِدُ اللهَ ومن حضرني من الملائكة وأُشْهِدكم»، كأنَّ هذا مأخوذٌ
من قوله تعالى: ﴿شَهِدَ
ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ﴾ [آل عمران: 18]، فهو يُشهدُ اللهَ جل وعلا، ويُشهدُ
الملائكة، ويُشهد العلماءَ على عقيدتِه، وأنه ما جاء بشيءٍ جديدٍ أو بتغييرٍ لدينِ
اللهِ كما يُقال عنه، وإنما جاء بالحقِّ الصريح.
وقوله: «أني
أعتقد ما اعتقدَتْه الفرقةُ الناجية»، عقيدةُ الفرقةِ الناجيةِ هي التي قال
فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «سَتَفْتَرِقُ
هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ
إِلاَّ وَاحِدَةً»، قالوا: من هي؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي»([1]).
·
سُمِّيت
الناجيةُ لأنها نجَت من النار، كلُّ هذه الفرقِ في النار إلاَّ هذه الفرقة، فهي
الناجيةُ من النار، وهذه أوصافُها:
أولا: أنها الناجية.
ثانيا: أنهم أهل السُّنّة، الذين يأخذون بالسُّنّة، وهي طريقةُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم. وهي تعني القرآنَ وتعني الأحاديثَ الصحيحة، ما كان
الصفحة 1 / 27