الركنُ الثاني: الإيمانُ
بالملائكة، أنهم عبادٌ من عبادِ الله تعالى لا يسبقونه بالقولِ وهم بأمرِه
يأتمرون، خلقهم اللهُ من نور، وهم من عالمِ الغَيب الذين لا نراهم، ولكن نُؤمن
بهم، وقد جعلهم اللهُ أصنافًا، كلُّ صِنفٍ من الملائكة له عمل يقومُ به في هذا
الكون، فمنهم الحفظةُ الذين يحفظون أعمالَ بني آدم ويكتبونها ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ
لَحَٰفِظِينَ ١٠كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢﴾ [الانفطار: 10- 12]، ومنهم حملةُ العرش، ومنهم
المُوكَّل بالوحي وهو جبريل عليه السلام، ومنهم المُوكَّل بالقَطْر وهو مِيكال،
ومنهم المُوكَّل بالموت: وهو ملكُ الموت، ومعه ملائكةُ الموت، ومنهم أصنافٌ لا
يعلمُها إلا الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ﴾ [المدَّثر: 31]، جنودُ اللهِ عز وجل كثيرة.
الركنُ الثالث: الإيمانُ
بالكتبِ التي أنزلها اللهُ على الرسل، فالله جل وعلا أرسلَ الرسلَ وأنزل الكتبَ من
عندِه سبحانه، بوَحْيِهِ وشرائعِه وأمرِه ونهيه، منها التوراة، ومنها الإنجيل،
ومنها الزبور، ومنها القرآن، ومنها كتبٌ لم يذكرْها اللهُ لنا، ولكننا نؤمنُ بها
جملة، ونؤمنُ بما ذكره اللهُ باسمِه مفصَّلاً، وآخرُها وأعظمُها: القرآنُ العظيم
الذي أعجزَ الثَّقلَين -الجن والإنس- على أن يأتوا بسورةٍ واحدةٍ من مثله.
الركنُ الرابع: الإيمانُ بالرسل الذين أرسلهم اللهُ بشرائعِه ودينِه لهدايةِ خلقِه، اللهُ جل وعلا أرسل الرسلَ ليُبينَ للناس ما يضرُّهم وما ينفعُهم، ويبينَ لهم دينَهم، واللهُ جل وعلا أقامَ الحجةَ بهم ﴿رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ﴾ [النساء: 165]، أما عددُهم فلا يعلمُهم إلا الله، وهم