الإيمانِ باليومِ الآخر، من لم يؤمنْ باليومِ
الآخرِ فهو كافر، قال تعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ
بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ﴾ [التغابن: 7]،أيها الإنسانُ تعيشُ في هذه الدنيا وتأكل
وتشرب وتكفُر وتفسُق كأنه ليس أمامك بعثٌ وحسابٌ وجزاء، فاللهُ جل وعلا جعلَ
الآخرةَ للجزاء، وهذا عدلٌ منه سبحانه أنه لا يضيعُ عملَ العاملين، يُجازِي كلًّا
بعمله: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ
أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115]، لو لم يكنْ هناك بعثٌ لصار الخلقُ
عبثًا، واللهُ سبحانه منزّهٌ عن العبث.
الركنُ السادس: الإيمانُ بالقدَر، والقدرُ هو سرُّ اللهِ
جل وعلا والقدرُ هو ما قدَّره اللهُ مما كان وما يكون إلى أن تقومَ الساعة، جرى
القلمُ بالمقادير، وكُتب في اللوح المحفوظ ما هو كائنٌ إلى يومِ القيامة، فلا يقعُ
شيءٌ إلا بقدَر ﴿إِنَّا
كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾
[القمر: 49]، فالأمورُ ليست عبثًا أو أُنفًا، بل هي مُقدَّرة من قبل ﴿مَآ أَصَابَ
مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن
قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾
[الحديد: 22]، قوله: ﴿كِتَٰبٖ﴾
هو اللوحُ المحفوظ، وقوله: ﴿قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾
[الحديد: 22] يعني: نخلقُها ونُوجِدها.
·
والإيمانُ
بالقدرِ على أربعِ مراتب:
المرتبةُ الأولى: الإيمانُ
بعلمِ اللهِ جل وعلا الأزلي الأبَدي المحيطِ بكلِّ شيءٍ، أي: نعتقد أن اللهَ
عَلِمَ كلَّ شيء، عَلِمَ ما كان وما يكون.
المرتبةُ الثانية: الإيمانُ بأن اللهَ كتب في اللوحِ المحفوظِ ما هو كائنٌ إلى يومِ القيامة.
الصفحة 4 / 27