مقدمة الطبعة الأولى
****
الحمدُ للهِ الذي يقذفُ بالحقِّ على الباطل فيدمَغُه
فإذا هو زاهقٌ، والصلاةُ والسلامُ على نبيِّنا محمدٍ الذي جاء ببيان الهُدَى
وإيضاحِ الحقائق، وعلى آلِه وأصحابِه نجومِ الهُدَى، وغيظ كل كافر ومنافق.
أما بعدُ: فإنَّه لمَّا أشرقتْ دعوةُ التوحيدِ -وللهِ
الحمد- في هذه البلادِ على يد الإمام المُجَدِّد: محمدِ بنِ عبدِ الوهّابِ رحمه
الله وانقشعَتْ غُيومُ الشركِ والبِدع، لم يَرُقْ ذلك لأعداءِ الدِّينِ من الكفارِ
والمنافقين والمبتدعةِ والخرافيين، شأنُهم مع دعوةِ الرُّسلِ في كلِّ زمانٍ ومكان،
فراحوا يَزجُّون التُّهم، ويفتَرون الكذبَ على هذا الإمام وعلى دعوتِه، ﴿يُرِيدُونَ أَن
يُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن
يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾
[التوبة: 32]، حتى إنهم شكّكوا في عقيدة الشيخِ ونواياه إبقاءً على عقائدِهم الباطلةِ
ونواياهم القبيحة.
فجاءتْ إلى الشيخ من أهالي القَصيمِ رسالةٌ يسألونَه
فيها عن عقيدتِه، فأجابهم برسالةِ صحابَتِه، وسار عليها أهلُ السُّنةِ والجماعة.
وكنتُ قد ألقيتُ دروسًا في شرح هذه الرسالةِ سجَّلها
الحاضرون من الطَّلبة جزاهم اللهُ خيرًا، وطلبوا مني المُوافقةَ على نشرها،
فأذِنتُ لهم بذلك لعلَّ من قرأها يجِدُ فيها فائدة، أو يُنبّهني على خطأ، وصلَّى
اللهُ وسلَّم على نبيّنا محمدٍ وآلِهِ وصحبِه.
كتبه
صالح بن فوزان بن عبد
الله الفوزان
في 7/ 2/ 1426 هـ
***
الصفحة 2 / 27