والعقل والقدرة عليه.
فمن عجز عنه لكبرٍ
أو مرضٍ لا يرجى زواله،
****
قوله رحمه الله: «والعقل»
الشرط الثالث، أما الذي ليس عنده عقل -كالمعتوه الذي ليس له عقل أصلاً، أو المجنون
الذي فيه مس من الجن، ولا يعقل-، فهذا ليس عليه صيام؛ لأنه يشترط النِّيَّة
للصيام، وغير العاقل لا يستحضر النِّيَّة، ليس له نية؛ مثل: الخشبة أو الحديدة ليس
لها نية، لا نية إلا مع العقل.
قوله رحمه الله: «والقدرة عليه»،
والشرط الرابع: القدرة على الصيام، أما الذي لا يقدر على الصيام إن كان عذره
مؤقتًا، فيفطر، ويقضي، وإن كان عذره مستمرًا، فهذا لا يجب عليه الصيام، إنما يجب عليه
الفدية: ﴿فِدۡيَةٞ
طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ﴾ [البقرة: 184]؛ كما سبق.
كم صارت شروط وجوب
الصيام؟ أربعة: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والقدرة على الصيام.
إذا توفرت هذه
الشروط، وجب الصيام على كل مسلم، وإذا اختل شرط منها، فلا يجب.
قوله رحمه الله: «فمن عجز عنه
لكبرٍ أو مرضٍ»، هذا العاجز الذي عجزه مستمر، ولا يرجى له قدرة، هذا يطعم -كما
سبق-.
قوله رحمه الله: «لا يُرجي
زواله»، هذا الذي لا يرجي زوال عذره، وهم صنفان:
الصنف الأول: الكبير الهرم.
الصنف الثاني: المريض المرض
المزمن، الذي لا ينتظر له شفاء حتى يقضي إذا شفي، فهذان عليها الفدية.