باب
الاعتكاف
****
قوله رحمه الله: «باب الاعتكاف»،
مناسبة ذكر باب الاعتكاف بعد الصيام؛ لأن الأفضل والأكثر أن الاعتكاف يكون في
رمضان.
وقد اعتكف النبي صلى
الله عليه وسلم ([1])، كل اعتكافه في
رمضان، إلا في سنة واحدة لم يتمكن، وقضاه في شوال، هذا وجه المناسبة، ولأن الغالب
أن المعتكف يكون صائمًا.
والاعتكاف: هو المكث واللبث في
المسجد لعبادة الله عز وجل ([2]).
والاعتكاف عبادة؛
لأن الله جل وعلا قرنه مع الطواف والصلاة؛ قال جل وعلا: ﴿وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا
بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125].
وقال تعالى: ﴿وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ
وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [الحج: 26]، فالاعتكاف
عبادة.
كان المشركون
يعتكفون عند أصنامهم؛ تعظيمًا لها، والقبوريون الآن يعكفون عند القبور؛ تقربًا إلى
الأموات.
فالذي يعتكف تقربًا إلى غير الله، هذا يكون مشركًا الشرك الأكبر؛ لأن الاعتكاف عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى.
([1])كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (1167).
الصفحة 1 / 244