×

الاعتكاف مسنون كل وقت، وفي رمضان آكد، خصوصًا عشره الأخير، ويصح بلا صوم، لا بلا نية، ويلزم بنذر.

****

 قوله رحمه الله: «الاعتكاف مسنون كل وقتٍ»، الاعتكاف مسنون؛ يعني: ليس واجبًا، إنما هو مستحب، عبادة مستحبة، وذلك ليتفرغ المسلم العبادة الله، لذكر الله عز وجل.

وليس له وقت معين طول السنة، يمكن للمسلم أن يعتكف في أي وقت، إلا أنه في رمضان أفضل.

قوله رحمه الله: «وفي رمضان آكد، خصوصًا عشره الأخير»، في رمضان آكد استحبابًا، وخصوصًا في عشرة الأخير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان؛ تحريًا لليلة القدر.

قوله رحمه الله: «ويصح بلا صومٍ، لا بلا نِيَّةٍ، ويلزم بندرٍ»، يصح الاعتكاف ليلاً بدون صيام؛ إن كان معه صيام، فهو أفضل، وإلا يجوز الاعتكاف، ولو لم يكن صائمًا، وفي الحديث: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: كَانَ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ: أَوْ قَالَ: شَهْرًا، فَلَمَّا كَانَ الإِْسْلاَمُ، سَأَلْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ»، قَالَ: فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً ([1])، دل على: أن الاعتكاف لا يشترط له الصيام، يجوز الاعتكاف ليلاً ونهارًا، وأنه يلزم بالنذر، فهو مستحب، لكنه إذا نذره، وجب بالنذر.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2042)، ومسلم رقم (1656).