كتاب
الصيام 1
****
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
الصيام هو أحد أركان
الإسلام، الإسلام له خمسة أركان؛ كما هو معلوم في قوله صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ
الإِْسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ
الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» ([1]).
والصوم هو الركن
الرابع من أركان الإسلام، وقد فُرِضَ في السنة الثانية من الهجرة.
أما الصلاة، فإنها
فرضت قبل الهجرة ليلة المعراج في مكة، صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل
الهجرة.
وأما الشهادتان، فهما من أول بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الشهادتين، إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ولذلك فالشهادتان هما الركن الأول؛ لأنها الأساس الذي يبنى عليه الإسلام، ثم الصلاة جاءت قبيل الهجرة، ثم الصيام جاء في السنة الثانية، وكذلك الزكاة في السنة الثانية من الهجرة، وأما الحج، فقد فُرِضَ -على المشهور -في السنة التاسعة من الهجرة، وحج الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، تأخر عن السنة الأولى؛ لوجود المشركين يطوفون بالبيت عراة، النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج أول سنة؛ لأجل أن يطهر البيت من
([1])أخرجه: البخاري رقم (8)، ومسلم رقم (16).