×

 المشركين، وأرسل صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه يحج بالناس نيابة عنه، وأرسل عليًّا بن أبي طالب رضي الله عنه ينادي في الناس: لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان ([1])، ولما طهر البيت الحرام من المشركين، حج رسولالله صلى الله عليه وسلم.

الشاهد: أن الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام.

والصيام -كما هو معلوم، وكما في الآية -مفروض على الأمم السابقة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 183]، لكن يختلف صيام من قبلنا عن صيامنا وقتًا وصفة، وإلا فهو شريعة قديمة.

والصيام في اللغة: هو الإمساك، مجرد الإمساك عن الشيء يقال صيام، الإمساك عن الشيء يسمى صيامًا؛ الإمساك عن المشي، الإمساك عن الكلام يسمى صيامًا: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا [مريم: 26].

والإمساك عن الأكل والشرب هذا هو الصيام الشرعي مع النِّيَّة، إمساك عن الأكل والشراب والمفطرات، مع النِّيَّة، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، هذا هو الصيام الشرعي، الذي هو أحد أركان الإسلام.

وهذا الكتاب من زاد المستقنع وشرحه الروض المربع خاص بهذا الركن، وقبله ذكر صاحب المتن والشرح الأركان التي قبله،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (369)، ومسلم رقم (1347).