×

مع صحو السماء من نحو غيم ليلة الثلاثين من شعبان، أفطروا.

****

 قوله رحمه الله: «مع صحو السماء من نحو غيمٍ ليلة الثلاثين من شعبان، أفطروا»، إذا رئي الهلال، فلا كلام: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ».

وليس بلازم أنه يراه كل الناس أو أكثر الناس، بل يكفي شهادة رجل واحد مسلم أنه رآه؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: «تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلاَلَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -أَنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ» ([1]).

وكذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما: قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلاَلَ، قَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي رَمَضَانَ، فَقَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «يَا بِلاَلُ أَذِّنْ فِي النَّاسِ فَلْيَصُومُوا غَدًا» ([2])، فدل على أنه يكفي شهادة رجل واحد عدل من المسلمين، هذا في الرؤية.

إذا لم ير يوم تسعة وعشرين، فماذا نعمل؟ إن كان ليس هناك مانع من الرؤية -لا قتر، ولا سحاب، ولا شيء-، والجو صافٍ، وليس هناك مانع من الرؤية، فإن الناس يصبحون مفطرين، ويكمل شعبان ثلاثين يومًا ([3]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2342)، وابن حبان رقم (3447)، والحاكم رقم (1541).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2340)، والترمذي رقم (691)، والنسائي رقم (2112)، وابن ماجه رقم (1652).

([3])انظر: بدائع الصنائع (2/ 78)، والشرح الصغير (2/224)، والمجموع (6/452)، والاختبارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص 191)، وزاد المعاد (2/ 39).