كتاب
الصيام
هو لغةً: مجرد الإمساك.
****
قوله رحمه الله: «هو لغةً: مجرد
الإمساك»، الصيام لغة: الإمساك، الإمساك عن الكلام يسمى صيامًا؛ ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ
لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾ [مريم: 26]، وكذلك الإمساك عن المشي يسمى صيامًا -أيضًا-،
هذا في اللغة.
وأما في الشرع،
فالصيام: هو الإمساك عن المفطرات من أكل وشرب وما في حكمهما مع النِّيَّة، إمساك مع
النِّيَّة من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس؛ لقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾ [البقرة: 187]؛ أي:
إلى غروب الشمس بداية الليل.
والصيام لا شك أنه
شاق على النفوس، لأنها تترك مألوفاتها، تترك الطعام والشراب، وهي بحاجة إليه، فهو
ابتلاء من الله سبحانه وتعالى يبتلي به عباده، وهو عبادة عظيمة، جعله الله ركنًا
من أركان الإسلام.
قال الله سبحانه
وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
ومعنى ﴿كُتِبَ﴾ أي: فُرِضَ. فهو فريضة، فهو فُرِضَ على هذه الأمة؛ كما كان مفروضًا على الأمم السابقة؛ ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ﴾ [البقرة: 183] ([1]).
([1])انظر: تفسير الطبري (3/ 153)، وزاد المسير (1/ 141)، وابن گثير (1/ 497).