والحكمة من فرضيته: ﴿لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]؛ لأن
الصيام يسبب التقوى.
والتقوى: هي اتخاذ الوقاية
من عذاب الله سبحانه وتعالى ([1]).
والصيام يقي من عذاب
الله عز وجل، ويقي من المحرمات، ويفطم النفس عن المشتهيات، يدربها على الصبر
والتحمل وطاعة لله سبحانه وتعالى، فللّه فيه حكمة عظيمة.
والنبي صلى الله
عليه وسلم أخبر أن الصيام ركن من أركان الإسلام، لما سئل عن الإسلام، قال: «أَنْ
تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ،
وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ
الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([2])، فجعل الصيام هو
الركن الرابع من أركان الإسلام، والحج هو الركن الخامس؛ لأن أركان الإسلام خمسة،
هو رابعها.
وحينما فُرِضَ الصيام صام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السنة الثانية من الهجرة، إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، إذًا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم صام تسعة رمضانات، وترك أمته على ذلك -والحمد لله-.
([1])انظر: الكنز اللغوي (1/ 63)، والمحيط في اللغة (6/ 68)، ولسان العرب (15/ 404)، والمصباح المنير (2/ 669)، وتاج العروس (40/ 229، 230).