وهو فرض من فرائض
الإسلام، وركن من أركان الإسلام، من جحده، فهو كافر، من أنكر وجوب الصيام، فهو
كافر مرتد عن الإسلام؛ لأنه مكذب الله ورسوله وإجماع المسلمين، فيستتاب؛ فإن تاب
واعترف بفرضية الصيام، أخلي سبيله، وإلا فإنه يقتل مرتدًّا، هذا حكمه.
وأما من ترك الصيام
تكاسلاً، فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، لكنه لا يكفر، لكن يكون مرتكبًا
لكبيرة من كبائر الذنوب، وتاركًا لفرض من فرائض الإسلام، فيلزم بالصيام، ويؤدب،
يلزم ويؤدب على ذلك بالتعزير؛ حتى يرتدع ويرتدع غيره، الإسلام لا يتلاعب به،
المسلم لا بد أن يلتزم بالإسلام، وليس على حسب هواه ورغبته.
فالصيام مهم جدًّا،
وهو يربي النفوس على طاعة الله، يربيها على الصبر، يربيها على القوة والتحمل،
يربيها على الصدقة؛ لأن الصائم إذا أحس بالجوع، وأحس بالعطش، فإنه يعطف على
الجائعين والعطشى، فيرحمهم ويتصدق عليهم، فهو تربية للنفوس، تدريب على البذل
والصدقة والتعاون والإحسان.
ولذلك يصوم كل مسلم،
كل مسلم بالغ عاقل سواء كان ملكًا صعلوكًا، أو غنيًّا أو فقيرًا، أو ذكرًا أو
أنثى، أو حرًّا أو عبدًا، كلهم يصومون، كل مسلم يجب عليه الصيام؛ ركن من أركان
الإسلام.
والحمد لله أن الله لم يجعله طول السنة، بل جعله في شهر واحد: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ