يقال للساكت: صائم؛ لإمساكه
عن الكلام، ومنه: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ
لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا﴾ [مريم: 26].
****
وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ
مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ [البقرة: 185]، فلا
بد من الصيام؛ إما أداء على الحاضر الحي المتعافي، وإما قضاء على المعذور الذي
أفطر في سفر، أو أفطر في مرض، فلا بد من صيام رمضان؛ إما أداء، وإما قضاء.
وصيام شهر واحد من
السنة عن عشرة أشهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فإذا صام شهر رمضان، فكأنها صام
عشرة أشهر في الأجر والثواب، إذًا يبقى شهران من السنة، شرع النبي صلى الله عليه
وسلم صيام الست من شوال استحبابًا؛ لأن الست من شوال عن شهرين في الثواب.
إذًا تتكامل السنة،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَأَتْبَعَهُ سِتًّا
مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ» ([1])؛ يعني: السنة،
الدهر يعني: السنة؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
قوله رحمه الله: «يقال للساكت: صائم؛ لإمساكه عن الكلام، ومنه: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾ [مريم: 26] »، ومنه قول مريم: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا﴾ [مريم: 26]، فهم يسألونها، ولا تكلمهم، وتقول: إنها صائمة عن الكلام، وهذا بأمر الله لها: ﴿ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ﴾ [مريم: 26]، هذا وقت حملها بعيسى عليه السلام، ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾ [مريم: 26]، هذا صوم لغوي.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1162).