وهي عتق رقبة، فإن لم يجد،
فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكينًا، فإن عجز، سقطت.
****
قوله رحمه الله: «وهي عتق رقبة»، هذه
خصال الكفارة على الترتيب:
أولاً: عتق رقبة؛ يعني:
تحرير عبد مملوك، سواء كان في ملكهُ، أو أشتراه، يشتريه إذا كان يقدر، هذا واحد.
الثاني: إذا عجز عن العتق،
فإنه يصوم شهرين متتابعين.
الثالث: إذا لم يقدر على
الصيام -صيام الكفارة-، فإنه يطعم ستين مسكينًا، هذا الذي أفتى به الرسول صلى الله
عليه وسلم الرجل الذي جامع.
وهي مثل كفارة
الظهار المذكورة في قوله تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا
قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ
تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ٣ فَمَن
لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ
فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ
بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ
أَلِيمٌ﴾ [المجادلة: 3- 4]؛ كما في أول سورة المجادلة، فصار الجماع في رمضان كفارته
مثل كفارة الظهار.
قوله رحمه الله: «فإن لم يجد، فصيام
شهرين متتابعين، فإن لم يستطع، فإطعام ستين مسكينًا، فإن عجز، سقطت»، هذا على
الترتيب، ليست على التخيير، فإذا عجز عن هذه الأمور الثلاثة، سقطت؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم لم يقل للرجل الذي عجز عن هذه الثلاثة: «تبقى في ذمتك».
***
الصفحة 14 / 244