وسُن لمن شتم قول: «إِنِّي
صَائِمٌ». وتأخير سحور، وتعجيل فطر،
****
قوله رحمه الله: «وسُن لمن شتم قول: «إِنِّي
صَائِمٌ»»، إذا شُتِمَ وهو صائم، لا يرد، هو جائز الرد، جائز؛ لأنه قصاص: ﴿وَجَزَٰٓؤُاْ سَيِّئَةٖ
سَيِّئَةٞ مِّثۡلُهَاۖ﴾ [الشورى: 40]، جائز أنك ترد عليه بمثل ما قال لك، لكن
إذا كنت صائمًا فالأفضل لا ترد عليه؛ حفظًا لصيامك، وتعلن تقول: «إِنِّي
صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ»، تعلن هذا، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِنْ
سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» ([1]).
قوله رحمه الله: «وتأخير سحورٍ،
وتعجيل فطرٍ»، هذا من المستحبات، انتهى من المكروهات، ما يكره ويستحب؛ لأن
الترجمة تقول: باب ما يكره ويستحب، انتهى مما يكره، انتقل إلى ما يستحب للصائم.
يستحب له: تأخير السحور؛ بحيث ينتهي عند طلوع الفجر: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [البقرة: 187]، فلا يبكر بالسحور، هذا يكره له أن يبكر بالسحور، وبعض الناس الآن يسهرون الليل، وإذا أرادوا النوم، تسحروا وناموا، ويتركون صلاة الفجر في وقتها ومع الجماعة، وهذه محرمات، هذه محرمات، مع أنه قدم الصيام، وخالف السنة، كذلك ارتكب أمورًا محرمة -والعياذ بالله-، فينام أول الليل، يأخذ حظه من أول الليل،
([1])أخرجه: البخاري رقم (1904)، ومسلم رقم (1151).