×

 ثم يقوم آخر الليل، ويصلي ما تيسر له، ويستغفر الله، ويوتر، إذا لم يكن أوتر، ثم يتسحر قبل طلوع الفجر.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسحر، ثم يقوم لصلاة الفجر، ليس بعد السحور إلا القيام لصلاة الفجر، دل على أنه يؤخر السحور؛ كما في الحديث: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَْذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً» ([1])، فدل هذا: أن الوقت قريب، فيؤخر السحور، وهذا من سنن الصيام ومن آداب الصيام.

وكذلك يستحب له: تعجيل الإفطار عند غروب الشمس: ﴿ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ [البقرة: 187]، إلى غروب الشمس؛ كما في الحديث: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([2])، ولا يؤخر الصائم، يقول: «أنا لست بجائع، لست بحاجة له»، لا؛ هذه سنة، يستحب أنك تفطر، ولو على شيء قليل؛ عملاً بالسنة، فتفطر عند غروب الشمس.

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غربت الشمس، أفطر على ما تيسر؛ إن وجد الرطب -وهي الرطب الجديدة من ثمرة النخل، هذا يسمى رطب-، أو إذا لم يجد رطبًا، فعلى تمر -يعني: على مجفف، على تمر مجفف مكنوز-، فإن لم يجد رطبًا ولا تمرًا، فعلى ماء، يفطر صلى الله عليه وسلم على ماء؛ بأن يحسو حسوات من ماء -يعني: يجرع جرعات من الماء-، والماء طهور طيب، يرطب المعدة عقب الصيام.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1921)، ومسلم رقم (1097).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1954)، ومسلم رقم (1100).